23 Aug
23Aug

المرافقة «Accompagnement»

بقلم:Maela PAUL

ترجمة: كسال بدر باسم

عن كلمة المرافقة "L’accompagnement":

يقترح عليكم هذا العمود وقفة تأملية حول كلمة أو مجموعة من الكلمات من خلال بعض الاقتباسات المختارة، والتي تمّت استعارتها من بعض الحقبات الزمنية، والأماكن والأفق المختلفة.

المقال:

لقد بدأت الأعمال حول المرافقة في نهاية التسعينات في الوقت الذي بدأ فيه هذا النوع  الجديد من المساعدة في التقدم بقوة.

مع هذا فالتفكير فيما يعنيه فعل "رافق" « accompagner » لم يُستنفذ لا بكثرة المقاربات الفكرية التي تناولته ولا بعدد الممارسين الذين مارسوه، وهو يواصل دون توقف ليوضح لهم، أمام معنى (المرافقة ككلمة)، معنى (المرافقة  كتقنية يمارسونها). كما يذكرنا بذلك غوسدورف "Gusdorf" : "التنظيم في الكلمات هو تنظيم بين الأفكار، وبالتالي تنظيم بين الأفراد" (1968، ص، 37). في الواقع التقرب الدائم من المهنيين في هذه القطاعات يبين أن الصعوبة التي يجدونها في مهمتهم تأتي من كون أن المرافقة تُبنى على حدود مفاهيم أخرى متعددة: التكوين، التعليم، المساعدة، الاستشارة، وحتى الحوكمة.

كلمة (المرافقة) التي نقدمها على مرتين، تأتي من اللغة المتداولة " فهي قضية الجميع وقضية كل شخص، ومجردة من كل تحيين(1)، أي من كل قيمة". (إيبيد، ص، 40). وفي نفس الوقت فهي مزودة بماضي التزام رجل مع رجل، وهو ما يجعلها قابلة للاحترام، من هنا لم تتوقف عن المضي نحو تحقيق استقلاليتها (انفصالها، ابتعادها) عن محتواها ومعناها الذي اكتسبته منذ أن وضعتها الأحداث الاجتماعية في أوّل المشهد: الكلمة لم تعد تعلن بالضرورة ما تقول: لم تعد "وعدا بالوضعية" (إيبيد، ص، 40). بدخولها في اللغة المهنية، بدأت تفقد شيئا فشيئا توجهها كبطاقة تغطي مجموعة من الإجراءات الأقل قبولا، فهي نادرا ما كانت دعما لقيمة معلنة.

هكذا، وبالرغم من التوافق الاجتماعي الواضح، الكلمة لا تعني لا مفهوما مستقرا في دلالاته، ولا مصطلحا محددا في استعمالاته، في إطار هذه الآراء الأولية المطروحة، أي مادة سميائية (دلالاتية) نواجهها؟.                                       

بالنسبة لبعض المهنيين كان الأمر دائما بنائيا في ممارساتهم، دون الانتباه جيدا إلى أن الكلمة تبقى متطابقة لكنها تشير إلى محتويات مختلفة.

المرافقة كتأسيس:

في أعمال أنجزت حديثا (بول، 2004) تمّ جرد الممارسات التي أخذت من المرافقة:  الإرشاد، الكوتشينج، الرعاية، البرنامج الإرشادي(Montoring) الذي يتعايش مع المرافقة(tutorat)، الإرشاد والاستشارة، الوصاية والمرافقة.

بينما تتجه كل هذه المفاهيم إلى الخصوصية(وهي كذلك بالنظر الى محتوياتها)، كل هذه الممارسات هي شكل من أشكال المرافقة، من هنا تعطي الانطباع بأنها من عائلة واحدة. يبدو أنّه عندما نعمل دون أن نعرف كيف تُكوّن هذه الأشكال نظاما معينا لا نستطيع أن ندرك مدى التعقيد الذي تشهده عليه: فكرة المرافقة تتشتت، ومعنى نشاط المرافقة يتحلل.

إذن من المهم جدا أن نميز مثلا في أي شيء المرافقة والكوتسينج (tutorat et coaching) يمثلان شكلين من المرافقة، وأي واقع متميز يغطيه كل واحد منهما.

إن مصطلح المرافقة في النهاية هو الأقل تعريفا. وبصفته تأسيسا يعتبر نسبيا ثابتا، ومن المحتمل أنه مر تاريخيا بنفس المبادئ التي تتعلق اليوم بتعريف وضعته، إذن فهو يشير إلى القاعدة(الأساس) التي تنطلق منها وتتمظهر وتُحيّن دوريا مختلف الأشكال الأخرى.

فمصطلح المرافقة في الحقيقة هو مصطلح عام، على العكس من ذلك نستطيع نمنح الاستشارة، نوجه، نساعد، نكون، دون أن نرافق.

هكذا، وكما قال (بول، Paul 2004) مصطلح المرافقة لا يمكن أن يستخدم كمفهوم لوحده. لهذا تمّ تأهيل كل هذه الأشكال أو تشبيهها بالمبهم(بولPaul2002 ).

Référence électronique

Maela PAUL, « Accompagnement », Recherche et formation [En ligne], 62 | 2009, mis en ligne le 01 septembre 2013, consulté le 23 août 2019. URL : http://journals.openedition.org/rechercheformation/435 ; DOI : 10.4000/rechercheformation.435

يتبع...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة