22 Aug
22Aug

الميول المهنية  Vocational Interests

الكاتب(ة): خديجة حماش

ما هي الميول المهنية؟:

1- الميل Interest:

لغة: هو من أصل كلمة مال يميل ميلا وتميلا وميلانا وميوله ومميلا إلى المكان، عدل إليه ومال إلى الشيء أو الشخص أي رغب فيه وأحبه، مال عن الطريق حاد عنه وتركه(1). ويقال استمال فلانا: أماله واستعطفه، والميل: الانعطاف نحو الشيء وجمعه ميول.(2)

اصطلاحا: 

هو "استعداد لدى الفرد يدعوه إلى الانتباه والاستمرار في نشاط ما يثير شيئا في نفسه، أو هو القوة التي يشعر بها الفرد وتدفعه إلى الاهتمام بشيء ما والانتباه له، أو هو القوة التي تدفعه إلى التفضيل بين أوجه النشاط المختلفة".(3)

وهو شعور بالتفضيل لمناشط أو أشياء أو أفكار معينة، بحيث يتجه الفرد إليها.(4) 

وعرفه عبد القادر طه هو "انتباه الفرد نحو عمل معين يحبه ويشعر تجاهه بشيء من الرضا والارتياح مما يجعله يقبل على اختياره وتفضيله على بعض الأعمال دون الأخر ى."(5)

وحسب جيلفورد (1948 Guilford) بأنه "نزعة سلوكية عامة لدى الفرد للانجذاب نحو نوع معين من الأنشطة".(6)

2- الميول المهنية Interest Vocational: 

عرف القاسم بديع (2001)  الميول المهنية (Vocational Interests) بأنها:" المجموع الكلي لاستجابات القبول التي يبديها الشخص والتي تتعلق بمهنة معينة"(7)

أما فرج عرفها أنها: "ميل الفرد إلى مهنة أو عمل معين، بحيث يفضل العمل فيه عن العمل في غيره حتى لو كان دخله أقل لأنه يجد فيه متعة نفسية نتيجة حبه له".(8)

كما تعرف بأنها: "الشعور بالميل نحو مهنة أو حرفة معينة أو ناحية معينة من مهنة ما ويصاحب هذا الشعور عادة ردة فعل عملية أو خيالية". (9)

وأضافت الجلبي (2005) أن الميول المهنية بأنها المجموع الكلي لاستجابات القبول التي تتعلق بمهنة ما. ويتضمن ذلك أنماط الاستجابات الانفعالية، أو العادات السائدة عند الفرد، ومدى ثباته الانفعالي، وعليه فإن الميل المهني لا يمثل وحدة سلوكية أو اختبارا واحدا، إنما هو تنظيم سلوكي معقد يتعلق بمجموع استجابات القبول لنشاط مهني معين.(10)

ويذهب حسن الباري (1981) تعريف النمو المهني أنه " يعني إحداث تقدم وتحسن وزيادة في أداء الفرد المهني، ويحدث في الغالب عن طريق التطور البطيء والتحول التدريجي".(11)

3- خصائص الميول:  

وضع سترونج تلخيصا لخصائص الميول:

إن الميل تعبير عن الرضا ولكنه ليس بالضرورة دليلا على الكفاية فالميل إلى لعب كرة القدم لا يدل على مهارة إتقانها.

إن الميول المتوفرة لدى الانسان لا تدل دلالة أكيدة على حدوث شيء من الماضي ولا تمكن من التنبؤ بدقة عن النجاح المستقبل.

إن الميل هو أحد مظاهر الشخصية المتعددة وليس ظاهرة سيكولوجية منفصلة.

إن معرفة ما يحبه الإنسان وما يكرهه يمدنا بأساس طيب لتقدير ما حدث في الماضي وما يمكن أن يحدث في المستقبل.

إن التقديرات المبنية على الميول تشير إلى ما يريد أن يقوم به الإنسان ولكن لا تدل على ما يستطيع القيام به إلا بطريقة غير مباشرة.

بالرغم من وجود علاقة بين الميول والقدرات إلا أن الأخير إلا يحبذ قياسها عن طريق اختبارات الميول.(12)

4- مقاييس الميول المهنية: 

تقاس الميول باستخدام وسائل:

المقابلة: وتتلخص في سؤال الفرد بشكل مباشر عما يحبه أو يكرهه من المهن.

الملاحظة: وتعتمد على ملاحظة النشاط وسلوك الفرد في مواقف محددة وتصلح هذه الطريقة في مجال كشف أو قياس الميول الظاهرة.

سلالم التقدير: وهي طريقة لتحسين طريقة الملاحظة والمقابلة في محاولة لكشف الميول المهنية عند الأفراد وتستخدم حتى يقدر الأفراد ميولهم بأنفسهم بترتيبها وإعطائها درجات حسب اهتمامهم بها.

اختبارات المعرفة: ويختبر الشخص عن تحصيله ومحصلة معلوماته عن المهنة التي يرغب امتهانها مع المهن الأخرى.

اختبارات الصور: ويقاس الميل نحو مهنة معينة بمقدار المعلومات والحقائق التي يحتفظ بها المفحوص عن المهن التي عرضت في الصور.

طريقة التفضيل: وتتم عن طريق الاختيار الحر للفرد لمواضيع الدراسة أو المهن المفضلة لديهم من بين قوائم مختلفة.(13)

مقياس سترونج للميول المهنية: يعتبر من أقدم مقاييس الميول المقننة، وقد اعتمد في وضع مقاييسه على ما لاحظه من تشابه في الميول بين أفراد المهنة الواحدة واختلاف أفرادها عن أفراد المهن الأخرى.

مقاييس مينيسوتا للميول المهنية: صمم هذا المقياس لقياس ميول الراغبين في الاشتغال بالحرف المهنية المختلفة وميول الدارسين لمرحلة ما قبل الجامعة أو ميول الملتحقين بالمدارس الصناعية ومراكز التدريب المهنية، ويحتوي المقياس على 21 مهنة من المهن المتواضعة مثل صناعة الخبز، الطبخ، الميكانيكا، الدهان...الخ.

مقياس كودر للميول المهنية: قدم كودر الأنماط التالية: الميل للعمل في الخلاء، الميل للعمل الميكانيكي، الميل للعمل الحسابي، الميل للعمل العلمي، الميل إلى الإقناع، الميل للعمل الفني، الميل للعمل الأدبي، الميل للموسيقى، الميل للأعمال الكتابية والادارية، الميل للخدمة الاجتماعية.(14)

مقياس هولاند للميول المهنية: توصل هولاند من خلال أبحاثه ودراساته إلى أن هناك فروقاً ثابتة ومتمايزة بين الأفراد في توجهاتهم المهنية. وربط هولاند تطلعات الأفراد نحو ممارسة المهنة بوجود بيئات مهنية لها سمات وخصائص معينة، قد تتناسب مع شخصية الفرد وتطلعاته المهنية. وتتصف هذه البيئات بأنها متغيرة وليست ثابتة، كما تتصف بالسهولة والسلاسة فهي ليست صعبة أو معقدة من حيث الوصول إليها، وأشار إلى أن التداخل بين السمات الشخصية والأنماط البيئية التي تماثلها يؤدي إلى الاستقرار المهني والنفسي وخلصت هذه الأبحاث إلى إمكانية تصنيف الأفراد إلى ستة أنماط شخصية، هي: الواقعية (Realistic)، الباحثة(Investigative)، والفنية (Artistic)، والاجتماعية(Social)، والمغامرة (Enterprising)، والتقليدية (Conventional) تقابلها ست بيئات مهنية يتجه الأفراد نحوها هي: الواقعية (Realistic)، الباحثة(Investigative)، والفنية (Artistic)، والاجتماعية(Social)، والمغامرة (Enterprising)، والتقليدية (Conventional). اختصار هذا التصنيف بكلمة (RIASEC).

ووضح هولاند أن الأفراد قد يجدون أنفسهم في أكثر من نمط وبيئة من التصنيفات الست، وعلى الرغم من ذلك لابد من وجود ربط مميز ومنفرد بين الشخصية المهنية والبيئة المطابقة لها. وحاول من خلال دراسته وأبحاثه والخبرة المبكرة التي مر بها كموجه مهني ومعالج نفسي إلى توفير أدوات تساعد الأفراد في معرفة وإدراك أنماطهم الشخصية والبيئات المهنية المطابقة لها، ومنها قائمة التفضيلات المهنية 

.(Vocational Preference Inventory –VPI (15

5- أهمية الميول المهنية: 

أشار سترونج (Strong) بأن الميول المهنية تزودنا بمعلومات إضافية لا يمكن لأي مصدر آخر أن يزودنا بها، سواء كان تحليل القدرات أو الاستعدادات اللازمة لاختيار مهنة ما(15). وتتضح أهمية الميول المهنية في علم النفس المهني من خلال النقاط التالية:

- تبين ما إذا كان الفرد يميل إلى العمل في المهنة التي يتقدم إليها ميلا كافيا يجعله يستمر فيها.

- تبين ما إذا كان الفرد سيجد نفسه بين زملائه في العمل متشابهين له  في العمل والميل.

- يفيد لاقتراح مجالات أخرى غير المهنة التي قد لا يكون له ميل فيها.

- إن الميول ترتبط في التعلم فكلما زاد الميل لدى الشخص زاد تعلمه وزادت رغبته في الفهم والمهارة.

- إن الميول تدفع الشخص إلى تفضيل أشياء معينة دون غيرها.

- تظهر أهمية الميول من خلال النشاطات التلقائية للأشخاص ونشاطاتهم فضلا عن أنها دافعا لإبداعهم.

- إن الميول تساعد في تحسين التعلم والتعليم وذلك من خلال الاستعانة ببرامج الإرشاد والتوجيه.

- إن الميول تساعد الطلبة على النجاح وعلى تفوقهم في التحصيل الدراسي.

- تتضح أهمية الميول في الميدان التربوي إذا ما عرفنا أن نتائج الدراسات العلمية قد أوضحت بأنها تتبلور في عمر (18)سنة.(16)  

6- أهداف دراسة الميول المهنية: 

تهدف دراسة الميول المهنية إلى :

أهداف تعليمية

-  تحسين التحصيل العلمي

-  إعداد ومشاركة الطالب في التعليم

-  تحقيق أعلى معدلات أداء الطلاب.

أهداف اجتماعية

 - تحسين مستويات العمل والأداء.

-  الارتياح الوظيفي.

-  تخفيض معدل البطالة.

-  خفض أعمال العنف في المجتمع.

أهداف اقتصادية: 

- الاستفادة القصوى من تكاليف التعليم.

- انخفاض معدلات البطالة يحسن الدخل القومي للمجتمع.

- انخفاض تكاليف السجون.

- زيادة إنتاجية العمال لأن كلا يعمل في ما يناسبه.

- الناس يبحثون عن بيئة العمل التي توافق مهاراتهم وقدراتهم وتعبر عن اتجاهاتهم وقيمهم والتي يستطيعون العطاء فيها.(17)

أهداف تتعلق بالبحث التربوي والاجتماعي:

-  اكتشاف التغيرات ومدى الاستقرار في المجتمع، وفي فهم العلاقة بين الميول وبعض المتغيرات السيكولوجية المختلفة مثل: القدرات وسمات الشخصية.

أهداف تتعلق بالاختيار والتصنيف:

- تساهم الميول في اختيار الموظفين الذين يلتحقون بمهن معينة، كما تساعد على تصنيف العمال حسب المجموعة المهنية المتوفرة.

أهداف متعلقة بالتوجيه التربوي والمهني:

- توجيه حياة الأفراد، وتتجلى أهميتها بوضوح في تعليمهم، وفيما يضعون من الخطط لحياتهم المهنية المستقبلية، وتحديد مدى نجاحهم في المهن التي يقومون بها. (18)

7- تقييم مقاييس الميول المهنية :

لمقاييس الميول المهنية معوقات وسلبيات تحد من الاستفادة منها بشكل تام ولكن هناك ايجابيات تدعو الى استعمالها والاخذ بنتائجها في مجال التوجيه المهني والتربوي:

الإيجابيات:

- نتائج مقاييس الميول المهنية لا تقيس قدرات الفرد وإنما تقيس ما يحب وما يكره.

- سهلة التطبيق من خلال اختيار الأفراد للمهن التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم.

- تعتبر مقاييس الميول المقننة أفضل طريقة للكشف عن ميول الفرد الحقيقية.(19)

السلبيات، تتمثل في النقاط التالية:

- إن مجرد بيان أن لفرد معين نفس الميول الموجودة لدى فئة معينة في مهنة ما ليس كافيا لتوجيه الفرد لتلك المهنة.

- أن مقاييس الميول غير ناجحة للكشف عن الميول الحقيقية للأفراد تحت سن 18سنة، لان ميول الأفراد لا تتبلور قبل هذا السن.

-  قد تكون الإجابة على اختبارات الميول غير موضوعية نظرا لعدم علم الفرد بال نشاطات التي يتضمنها الاختبار، لذلك يستجيب الفرد وفق النشاط الأكثر انتشارا في المجتمع .

- صعوبة التوفيق بين ميول الطالب واستعداداته في المهنة، فقد يميل الطالب إلى مهنة ما بهدف حصوله على مركز اجتماعي.(20)

المراجع: 

1- المنجد في اللغة والإعلام، 1991، منشورات دار الشروق، ط1، بيروت، ص889.

2-  أبو جرب، 2007، المعجم المدرسي،وزارة التربية، ط2، سوريا، ص1050.

3- محمد أيوب شحيمي، 1994، دور علم النفس في الحياة المدرسية، دار الفكر اللبناني، لبنان، ص192

4- محمد شحاتة ربيع، 2014،  قياس الشخصية، ط5، دار الميسرة، عمان، الأردن، ص 225

5- فرج عبد القادر طه،  1994،دراسات في علم النفس التنظيمي في الوطن العربي،ط4،  دار المعارف ،القاهرة،ص450.

6- كراجة عبد القادر،1997،القياس والتقويم في علم النفس (رؤية جديدة)، دار اليازوري العلمية، عمان،ص 219.

7- القاسم بديع، 2001، علم النفس المهني بين النظرية والتطبيق،ب ط ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع،الأردن، ص60.

8- فرج عبد القادر طه،  المرجع السابق،ص450.

9- فريد نجار، 2003، المعجم الموسوعي لمصطلحات التربية (إنجليزي –عربي)، ط15، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ص184.

10- الجلبي سوسن، 2005 ، أساسيات بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية،ط1، مؤسسة علاء الدين للطباعة والتوزيع، ، دمشق، سوريا، ص 220.

11- حسن عبد الباري( 1981 )الوعي التخطيطي،ط1، دار المعارف،القاهرة، ص28.

12- سعيد حسني العزة، 2005، دليل المرشد التربوي في المدرسة، ط 1، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، ص133.

13- المرجع السابق، ص136.

14- المرجع السابق، ص 139.

14- Brown, S. and Lent, R. 2005. Career development andcounseling, Putting theory and research to work, Hoboken,NJ, John Wiley and Sons, Inc.P79.

15- جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 1999، التوجيه المهني ونظرياته،  ط1، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، ص108

16- البادري سعيد بن مبارك،2011، تطبيقات علم النفس مهنة وتربية، ط1، دار الكتاب الجامعي، الإمارات، ص 100.

17- محمد بن صالح الردادي (12/12/2012)، التوجيه المهني و التميز، في :

http://www.alraddadi’sblog.wordpress.com

18- جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، المرجع السابق، ص 109.

19- المرجع السابق، ص 122.

20- سعيد حسني العزة، المرجع السابق، ص 141.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة