تعود كلمة توجيه Guidance إلى عام 1530، وتعرف بأنها عملية توجيه السلوك. ويمكن تعريف التوجيه المهني بأنه برنامج إنمائي شامل يهدف إلى مساعدة الأفراد على اتخاذ وتنفيذ خيارات تعليمية ومهنية مستنيرة. وبعبارة بسيطة، هو رحلة ينمو فيها الناس لاتخاذ قرارات ناضجة ومستنيرة. فالتوجيه المهني فعل توجيهي أو يبين الطريقة، وهو فعل التماس المشورة.
التوجيه المهني هو التوجيه الذي يعطى للأفراد لمساعدتهم على اكتساب المعرفة والمعلومات والمهارات والخبرة اللازمة لتحديد الخيارات المهنية وتضييق نطاق اتخاذ قرار مهني واحد. هذا القرار المهني يؤدي إلى تحقيق رفاههم الاجتماعي والمالي والعاطفي.
ويعرّف التوجيه المهني أيضا على أنّه العملية التي يتبين من خلالها الفرد حظوظه في النجاح على الميدان سواء في دراسة معينة، وفي مستوى محدد أو في تخصص مهني معين، وفي درجة ما من التأهيل.(1)
ويهتم التوجيه التربوي بميول اهتمامات الفرد تجاه دراسة ما، بينما تتركز نقطة اهتمام التوجيه المهني في جملة القابليات العملية للفرد بغية توجيهه نحو مهنة محددة، أو على الأقل نحو نموذج من المهن محدد من قبل وإعادة تكييفه مع مهن جديدة إذا لزم الأمر.(2)
ويذهب Super في كتابه سيكولوجية المهن (The psychology of careers 1957) إلى أن التوجيه المهني هو عملية مساعدة الفرد على إنهاء وتقبل صور متكاملة لذاته، وملائمة لدوره في عالم العمل، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصور في العالم الواقعي، وأن يحولها إلى حقيقة واقعية بحيث تكفل له السعادة وللمجتمع المنفعة.(3)
والتوجيه المهني يتعدى توعية التلميذ في الاختيار والتحضير لمهنة ما وفق مهاراته وميوله الشخصية، إلى وضع كل عامل في مكانه حيث يكون أكثر فعالية مع أخذ بعين الاعتبار أبعاد التشغيل.(4)
وعرف التوجيه المهني في الاتفاقية العربية (1977) على أنه النشاطات الرسمية التي تهدف إلى إرشاد وتوجيه المجتمع بفئاته المختلفة لفرص العمل المتاحة أمام أفراده، والتي تتناسب مع مهاراتهم وميولهم وقدراتهم النفسية الجسمانية، ولتوجيههم إلى فرص التدريب المتاحة لإعدادهم للعمل المناسب لهم. (5)
وبصفة عامة التوجيه والإرشاد المهني بمثابة عملية مركبة تتألف من سلسلة من العمليات المتصلة والمتفاعلة فيما بينها بما يشكل حالة من التكامل حيث تشمل هذه العمليات مايلي:
- اختيار المهنة المناسبة على أساس ما يتمتع به الفرد من ميول وقدرات.
- الإعداد والتدريب على المهنة المختارة.
- الالتحاق بالمهنة حيث يقتضي ذلك الإحاطة بمجالات العمل المختلفة للمهنة وبوسائل إعانة الفرد للالتحاق بها .
- التقدم والتطور في المهنة من خلال تبصير الفرد بما يطرأ على مهنته من تقدم وتطور وتجديد وتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته.
- أنها عملية مدروسة ومخططة تتضمن المعرفة الشاملة والبعد المهني والتدريبي حيث تهدف هذه العملية إلى بناء الإنسان كما ونوعا، وانه لكي تكون عملية التوجيه والإرشاد المهني ناجحة لابد للمرشد المهني من أن يكون على دراية وعلم وتأهيل من أجل أنجاح هذه العملية، كذلك لابد أن تتضمن عملية التوجيه والإرشاد المهني القدرة على التمييز
بين الأفراد والفروق الفردية من أجل تلبية الاحتياجات والقدرات والاستعدادات لكل فرد بمفرده وكذلك من أجل ديمومة التوجيه والإرشاد المهني حيث أنها عملية مستمرة مدى الحياة ولا تنتهي في مرحلة من المراحل أي أن لها صفة الاستمرارية.(6)
- مراعاة الفروق الفردية.
- التأكيد على حرية الفرد في الاختيار المهني.
- الإحاطة بحقيقة تنوع المهن: لكل مهنة متطلباتها التي تستدعي من الفرد التأمل والتفكير والدراسة الرعية حتى يتحسن الاختيار.(7)
إن عملية التوجيه المهني ليست بالعملية التي تعتمد على الاجتهاد والرغبات الشخصية :
والتوجيه المهني بهذا هو عملية مركبة تتألف من سلسلة من العمليات المتصلة المتكاملة ، نلخصها فيما يلي :
- اختيار مهنة على أساس ما لدى الفرد من ميول وقدرات وسمات.
- الإعداد والتدريب على المهنة المختارة وهذا يقتضي المعرفة بنوع التدريب ومدته ومكانه وشروطه.
- الالتحاق بالمهنة وهذا يتطلب الإحاطة بمجالات العمل المختلفة للمهنة المختارة وبوسائل معونة الفرد على الالتحاق بها.
- التقدم في المهنة ويكون ذلك بتبصير الفرد بما يطرأ على مهنة كمنى تقدم وتغير وتطور وتجديد أو بتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته وهذا نوع من التدريب تهتم به البلاد الناهضة اهتماما كبيرا ولا تقتصر مهمة التوجيه المهني على مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي
تناسبه بل تتجاوز ذلك إلى النصح له بالابتعاد عن مزاولة مهنة معينة.
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يؤدي إلى عديد الفوائد ومن ذلك نجد:
- يهدف الإرشاد والتوجيه المهني إلى توعية الطلاب لاكتشاف طموحاتهم، ميولهم، مؤهلاتهم وقدراتهم وتوفير معلومات عن سوق العمل والفرص الدراسية المتاحة من أجل ربط بين هذه المعلومات بما يعرفوه عن أنفسهم، واختيار مهنة المستقبل واتخاذ قرارات ملائمة ذات الصلة بمسارات العمل والتعلم.
- يكتسب الطلاب معارف ومهارات لاختيار مهنة المستقبل، والتخطيط لمساراتهم الدراسية الملائمة، فيجعلهم أكثر انخراطًا واندفاعًا للاستفادة من الفرص التعلمية والاستعداد لمهنة المستقبل مع الحفاظ على المرونة والقابلية للتأقلم مع المتغيرات التي قد تطرأ في المستقبل.
- يعزز الإرشاد والتوجيه المهني مبدأ تكافؤ الفرص من خلال توفير وإتاحة المعلومات حول عالم العمل وفرص الدراسة ويساعدهم على تجاوز العقبات والتحديات التي يواجهونها كالبطالة، غياب الاستقرار وضعف مهارات التوظيف المطلوبة في سوق العمل. (10)
- مساعدة الفرد على معرفة ميوله وقدراته ، وإمكاناته ومواطن الضعف والقوة لديه.
- تشجيع الفرد على تنمية اتجاهات وقيم ايجابية نحو المهن المختلفة. (11)
- مساعدة الأفراد على اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم المهني، أو اختيار المهنة أو التخصص الدراسي الذي يناسبهم ويكون أكثر ملائمة مع قدراتهم و استعداداتهم وإجراء المقابلات والملاحظات المختلفة للتعرف على شخصياتهم للتمكن من توجيههم إلى الوظيفة أو إلى التدريب.(12)
- يلعب التوجيه المهني دورا رئيسيّا في تحقيق أهداف التعّلم مدى الحياة والاندماج الاجتماعي وتحسين جدوى ومردودية سوق العمل والتنميّة الاقتصادية.
- تلبية حاجات الفرد.
- تلبية حاجات المجتمع.
- توسيع أفاق معارفهم فيما يتعلق بعالم العمل المهني.
- إدراكهم للعوامل المؤثرة في عالم العمل.
- إدراكهم للقيم المهنية المرتبطة بالعمل والحياة. (13)
- يساعد على دعم التشغيلية وتحسين مردود منظومة التربية والتدريب.
- يساعد على تحسين استغلال آليات التشغيل والإدماج المهني.
- تحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين احتياجات الأفراد واحتياجات سوق العمل.(14)
التوجيه المهني هو مجموعة الأنشطة التي تساهم في :
- تقديم الإعلام الشامل والمحين باستمرار حول ما توفره منظومات التربية والتعليم التقني والتدريب المهني والتعليم العالي من فرص لمواصلة التعلم أو تغيير التوجه طبقا للطموحات الشخصية للأفراد ولميولاتهم.
- مساعدة الأفراد، من جميع الأعمار وفي كل الفترات، على إحكام اختيار مسارهم في مجال التعليم، أو التدريب المهني أو اقتحام سوق العمل وعلى التصرف في مسارهم المهني
- تقديم الإعلام الشامل والمحين للأفراد والمشغلين حول فرص العمل وآليات المساعدة على الاندماج
- تقديم خدمات للأفراد والمجموعات في أشكال تتلاءم مع احتياجاتهم
- توفير كل المعلومات التي تمت الإشارة إليها وجعلها في المتناول بالطريقة الأقرب لمحتاجيها وفي الأوقات المناسبة.(15)
- كفالة حرية الفرد في اختيار نشاطه التعليمي والمهني، ضمن أهداف النمو الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع.
- إتاحة الفرصة أمام الفرد للحصول على التوجيه والتدريب المهني المناسبين له طوال فترة الإعداد لحياته العملية وبعدها.
- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التدريب ورفع الكفاءة.(16)