06 Sep
06Sep

ما هو التوجيه؟

?What is guidance  

الكاتب(ة): حماش خديجة

  1- تعريف التوجيه

لغة:

توجه إليه بمعنى أقبل وقصد، واتجه إليه بمعنى أقبل عليه، وأصل الكلمة توجيه: هي وجه وتعني: انحنى، دل، أرشد وتوجه، تعني انحناء ذو جهة من الجهات الأربع الأصلية. (1)

ونقول وجه الشيء أي أداره إلى الجهة الأخرى أو مكان آخر، والموجه هو القائم بعملية التوجيه، أما الموجه هو الشخص الذي تقع عليه عملية التوجيه والموضوع نحو الهدف الذي يسعى إليه الموجه.(2)

اصطلاحا: 

هو"العملية التي تبين للفرد ما هي حظوظه في النجاح في ميدان دراسة معينة وفي مستوى محدد أو تخصص مهني أو آخر وفي درجة معينة من التأهيل".(3)

يرى سيد عبد الحميد مرسي بأن التوجيه هو"تلك العملية التي ﺗﻬتم بالتوفيق بين الطالب بما له من خصائص مميزة من ناحية ، والفرص التعليمية المختلفة بمطالبها المتباينة من ناحية أخرى، و التي ﺗﻬتم أيضا بتوفير اﻟﻤﺠال الذي يؤدي إلى نمو الفرد و تربيته".(4)

تعريف ميخائيل أسعد" المقصود بالتوجيه هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب و هو مساعد الفرد على تبين طريقة في خضم الحياة المتغيرة باستمراره".(5)

يشير هوبوك Hoppok  إلى أن التوجيه هو " أي نشاط يمارس بقصد التأثير على الفرد في صياغة الخطة المستقبلية " وهذا يعني أن أي برنامج للتوجيه يجب أن يشمل على نشاط أو أكثر من أجل مساعدة الفرد على التخطيط لحياته المستقبلية ، ويشمل ذلك المجالات التالية:

أ- تقديم المعلومات الضرورية لمساعدة الفرد على التكيف مع البيئة

بالتوجيه التربوي لمساعدة الفرد على التخطيط لحياته المدرسية

جالتوجيه المهني لمساعدة الشخص على اختيار مهنة مناسبة بعد انتهاء الدراسة.(6)

أما حامد عبد السلام زهران يرى أنه "عملية إرشاد الفرد إلى الطرق المختلفة التي یستطيع عن طریقها استكشاف واستخدام إمكانياته وقدراته ما یمكنه من العيش في أسعد حال ممكن بالنسبة لنفسه وللمجتمع الذي یعيش فيه".(7)

2- أهداف التوجيه: 

يهدف إلى مساعدة الفرد ليحقق عوامل عدّة أهمها:

- تبصيره بحالته ليكتشف قدراته ومهاراته واستعداداته وميوله.

-  إدراك المشكلات التي تعترضه وفهمها.

- استغلال إمكاناته الذاتية والبيئية لتحديد أهدافه في الحياة.

- اختيار الطرق المحققة لهذه الأهداف بحكمة وتعقل حتى يتمكن من حل مشاكله بصورة واقعية عملية.

- التوافق أو التكيف مع نفسه ومع مجتمعه.

- النمو بشخصيته إلى أقصى درجة تتناسب وإمكاناته الذاتية من جهة، وإمكانات البيئة التي يعيش فيها من جهة ثانية.(8)

- فهم بيئته المادية والاجتماعية بما فيها من إمكانيات ونقص .(9)

3- أنواع التوجيه: 

هناك ثلاثة  أنواع من التوجيه:

التوجيه التربوي: هو مساعدة الفرد على اختيار برنامج للدراسة ،يلاءم قدراته وميوله والظروف المحيطة به وخططه للمستقبل.(10)وهو جزء لا يتجزأ من العملية التربوية لأنه يهتم بالفرد ويوجهه لما فيه الخير والمنفعة له وللمجتمع، يهتم بجميع الأفراد العاملين في التربية خاصة الطلاب ويشمل الآباء و المجتمع ككل والذين لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالعملية التربوية.(11)

التوجيه المدرسي: يرى أحمد زكي " أن التوجيه المدرسي عملية يتم عن طريقها توجيه الطالب إلى نوع التعليم الذي يتفق مع قدراته واستعداداته الخاصة، بحيث تعد له الوسائل التي تساعده على ذلك. (12) ويضيف زيدان (1965) أنه عملية انتقاء الدراسات أو الفروع الدراسية المقدمة للتلاميذ في عمر معين ويرمي التوجيه المدرسي الى اتخاذ الوسائل الثقافية القادرة على تنمية كل تلميذ في كل مرحلة من مراحل نموه. (13)

التوجيه المهني: العملية التي تتبين من خلالها للفرد، ما هي حظوظه في النجاح على الميدان دراسة معينة وفي مستوى محدد أو في تخصص مهني معين وفي درجة معينة من التأهيل.(14)يهدف التوجيه المهني إلى مساعدة الأفراد على اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم المهني، أو اختيار المهنة أو التخصص الدراسي الذي يناسبهم ويكون أكثر ملائمة مع قدراتهم واستعداداتهم وإجراء المقابلات والملاحظات المختلفة للتعرف على شخصياتهم للتمكن من توجيههم إلى الوظيفة أو إلى التدريب .(15)

4- خدمات التوجيه 

لخص جونسن وزملائه (1961) الخدمات التي يجب أن تتضمنها برامج التوجيه إلى مجموعة الخدمات منها النفسية والاجتماعية والصحية وأخرى خاصة بالتشغيل، ومساعدة التلاميذ لإيجاد عمل ولو كان مؤقتا، ويرى بأن الخدمات الخاصة بالتوجيه في حد ذاته تقدم باستمرار وفي جميع مراحل التعليم وتتضمن ما يلي :

-  دراسة الحالات الفردية للتلاميذ ويقوم بها المعلم الأخصائي الاجتماعي.

-  خدمات الإعلام وهي تعمل على توفير المعلومات الحديثة مهنية كانت أو تربوية.

-  خدمات الإرشاد وهي تقوم على تقديم المساعدات الفردية لحل المشاكل الشخصية من طرف متخصص لإجراء المقابلات الفردية في مكان محدد .

-  خدمات التشغيل ودورها مساعدة التلاميذ على إيجاد الأعمال المناسبة في أوقات فراغهم لزيادة مدخولهم المادي.

-  خدمات التقويم ويطلق عليها خدمات البحث العلمي أو التتبع لأنها تقوم على جمع معلومات لتقويم الوظائف المختلفة التي تقوم بها المدرسة.(16)

6- طرق ووسائل التوجيه:  

الملاحظة: كوسيلة أساسية في عملية التوجيه سواء كانت مقصودة يقوم بها  الموجه لتوجيه الفرد وفقا للتفسير والتحليل لبيانات مجمعة إضافية للوصول إلى نتيجة نهائية أو كانت فردية يقوم بها المدرس يسجل من خلالها سلوكيات التلميذ داخل القسم من جميع الجوانب.(17)

المقابلة: وتعتبر المقابلة المحور الأساسي الذي تدور حوله عمليات التوجيه وهي عبارة عن علاقة بين بين الموجه والموجه يرجو التلميذ من خلالها الحصول على حل المشكلة وتحاول الموجه لتقديم المساعدة له والحصول على بعض البيانات آو المعلومات التي براها لان لعملية التوجيه مع التحقق من مضمون البيانات الموجودة بالسجلات الموجودة بإدارة المؤسسة.(18)

السيرة الذاتية: و هي عبارة عن تاريخ حياة الفرد و تشمل تاريخه الأسري و تطور حياته وخبراته في الحياة و التي كان لها اثر كبير في حياته.  تساعد هذه الوسيلة على فهم الفرد و معرفة الكثير من المعلومات عن حياته وعن فلسفته في الحياة.(19) 

الاختبارات والمقاييس النفسية: الاختبارات النفسية دورا مهما في توجيه التلميذ للدراسة الأنسب لهم كما تفيد كل القائمين على العملية التربوية و الذين لهم صلة بها كالآباء، المعلمين ومؤلفي الكتب المدرسية وواضعي المناهج لأنها توضح لهم ما يجب تغييره وتعديله وتطويره في ذلك البرامج والمناهج التربوية قصد تحقيق النجاح والوصول إلى ابتكار وسائل احدث و أكثر كفاءة لتحقيق التوافق النفس الاجتماعي.(20) 

دراسة الحالة: دراسة الحالة تقدم لنا صورة للفرد في ماضيه وحاضره على حد سواء ولا يقتصر دور الموجه على مجرد جمع البيانات بل يتعدى ذلك إلى تنظيمها وتقديمها و تقديرها والخروج منها بصورة كاملة عن الفرد تساعد على تقديم الخدمات اللازمة له . وتستخدم دراسة الحالة للتشخيص وللمساعدة في الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي والمهني أو في العلاج النفسي أو في علاج الأشخاص العاديين.(21)

البطاقات المجمعة(السجل المجمع) (ملف التلميذ): أفضل وسيلة لجمع البيانات وتسجيلها حول الفرد (التلميذ) والأسرة وتحصيله المدرسي،  ونتائج الاختبارات النفسية وانتظامه في الدراسة (مواظبته) ومعلومات عن صحته وملاحظات سردية وتقييمية لسلوكات بعض المشاكل التي قد يكون تعرض لها في السابق . بالإضافة إلى الخطط التربوية والمهنية للطالب وقيمه واتجاهاته وهواياته، ومختلف أنواع النشاطات التي يمارسها حتى تسهل عملية استغلالها والاستفادة منها من طرف الموجه أثناء عملية التوجيه المدرسي (التربوي) أو المهني.(22)

المراجع:

1- الكنز الوسيط، قاموس فرنسي عربي، 1984، مطبعة فؤاد بيان وشركاؤه، ص 573.

2- سعد رزوق، موسوعة علم النفس،المؤسسة العربية للدراسات العربية والنشر، بيروت، ط2، ص46.

3- مسعود بوطاف،1996، التوجيه المهني بين متغيرات الشخصية والواقع الاجتماعي، مجلة العلوم الإنسانية، منشورات جامعة قسنطينة، الجزائر، العدد 07،ص 52.

4- سيد عبد الحميد مرسي ،1975، الإرشاد و التوجيه التربوي و المهني، مكتبة الخانجي، القاهرة ، ط1 ، ص 188

5- یوسف میخائیل أسعد ،ب ت، رعایة المراھقین ،دار غریب للطباعة و النشر و التوزیع ، القاھرة، ط1 ،ص 1

6- سهير كامل احمد،1999، التوجيه و الإرشاد النفسي. الازاطية، الإسكندرية، ط1،ص9.

7- حامد عبد السلام زهران، 1980 ، التوجيه والإرشاد النفسي ، عالم الكتب ،القاهرة، ط2، ص9.

8- أبو علام رجاء محمود، نادية محمود شريف،1983 ،الفروق الفردية وتطبيقاتها التربوية، دار القلم، الكويت، ط1، ص235 .

9- سعد جلال ،1992،  التوجیه النفسي و التربوي و المھني مع مقدمة عن التربیة للاستثمار ،دار الفكر العربي ،القاھرة ،ط2 ،ص58.

10- حسن شحاتة وزينب النجار ، 2003 ،معجم المصطلحات التربوية والنفسية ، الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة ،ط1،ص 160

11- يوسف مصطفى القاضي وآخرون، 1981،الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي،ص43.

12- أحمد زكي بدوي، معجم المصطلحات في العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان للنشر، لبنان، 4721 ، ص 417

13- حسن شحاتة وزينب النجار ،المرجع السابق ،ص158.

14- بوعطاف مسعود،1996، التوجيه المهني بين متغيرات الشخصية والواقع الاجتماعي، مجلة العلوم الإنسانية، قسنطينة، العدد 7 ، ص52.

15- عبد الحفيظ مقدم، 1994، دور التوجيه والإرشاد في الاختيار والتوافق المدرسي والمهني، المجلة الجزائرية للتربية، العدد 1، ص60.

16- سعد جلال ،المرجع السابق، ص109 .

17- يوسف مصطفى القاضي ولطفي محمد فطيم ومحمود عطا حسين،1984، الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي،دار المريخ،الرياض، ط1،  ص 260

18- محمد مصطفى زیدان ، 1983 ، دراسة سیكولوجیة تربویة لتلمیذ التعلیم العام ، دار الشروق للنشر والطباعة والتوزیع ، جدة ، المملكة العربیة السعودیة ، ط2،ص 201.

19- محمد مصطفى زیدان، المرجع السابق، ص 204.

20- عبد العالي الجسماني، 1994،علم النفس و تطبيقاته الاجتماعية و التربوية ، الدار العربية للعلوم ، بيروت لبنان ، ط 1 ، ص 445

21- عبد الحميد مرسي، 1976، الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي والمهني، القاهرة، ط1، ص102.

22- المرجع نفسه، ص 118.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة