05 Jul

ونظرا لأهمية البعد الثاني فإننا سنحاول أن نتعرف على هذه المهام ليس فقط من خلال النص القانوني الذي يحدد هذه المام وانما من خلال التعرف على مهام المستشار بصفة عامة بغض النظر عن القطاع الذي ينتمي اليه وكذا مهام مستشاري التوجيه المدرسي والمهني الممارسين في قطاع التربية في الجزائر لما لهم من علاقة مهنية مع زملائهم في قطاع التكوين والتعليم المهنيين ، بالإضافة الى تعريف الممارسة الارشادية.

  • 1.تاريخية سلك التوجيه في قطاع التكوين والتعليم المهنيين في الجزائر:
  • في سنة 1946 أنشئت مراكز التكوين المهني لكل من الدار البيضاء الجزائر ، عنابة ، تيزي وزو ،الأصنام (الشلف حاليا) ، مستغانم وقد أطلق عليها اسم مركز التكوين المهني للراشدين CFPA

وكانت تابعة للديوان الجهوي للشغل واليد العاملة Office Regionale du Travail et de la Main- d’Oeuvre   (ORTMO)

هذه المراكز لم تكن مهيكلة بمختلف المصالح التقنية والبيداغوجية بما فيها مكتب الاستقبال والإعلام والتوجيه لهذا فمتابعة التكوين كان يقوم بها مدراء هذه المراكز مباشرة وتحت وصاية المراكز الجهوية التي أنشئت ابتداء من سنة 1948 في كل من الجزائر ووهران وقسنطينة والتي كانت تقوم كذلك بنشاطات الانتقاء والتوجيه المهني للمتربصين الجدد حيث بقيت هذه الطريقة إلى نهاية الخمسينات (المفتشية العامة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين ، ص2)

وفي السنوات الأولى للاستقلال لم يعد قطاع التكوين المهني يهتم فقط بمهن البناء بل أدخل تخصصات أخرى كانت تابعة لمركز التعليم التقني على غرار الميكانيك ،ومهن الخشب ،والكهرباء ،وأعمال المكتب.

مع إدماج هذه المهن أصبح التسيير التقني والبيداغوجي  يتطلب متابعة دائمة للمتكونين وانتقاء وتوجيه فعال لطالبي التكوين وهو ما استمر في القيام به الديوان الجهوي للشغل واليد العاملة (الجزائر ،وهران ،قسنطينة ،ورقلة ) مع العمل على توظيف أعوان تقنيين في علم النفس العمل (المفتشية العامة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين ،ص 2،3)

  • وفي سنة 1974 صدر مرسومين مهمين للغاية :
  • الأول تحت رقم 74-112 المتعلق  بالقانون الأساسي لمراكز التكوين المهني ومن بين الأمور التي جاء بها استحداثه للمصلحة التقنية والبيداغوجية كمصلحة وحيدة على مستوى مراكز التكوين المهني التي توفر نمطا تكوينيا وحيدا وهو التكوين الإقامي(الحضوري).

  • الثاني تحت رقم 74-115 المتضمن القانون الأساسي الخاص بالمكونين حيث جاء فيه تحويل المكون من تسمية المدرب Moniteur  إلى أستاذ التعليم المهني ،وتم استحداث رتبة جديدة وهي أستاذ التعليم المهني الموجه يتم تعيينه من طرف مدير المركز من بين الأساتذة الأكثر خبرة ، تابعين للمصلحة التقنية والبيداغوجية وفي علاقة مع المركز الجهوي حيث يقومون بالمهام    التالية :
  • متابعة تعليم المتربصين(الدروس التحضيرية للتكوين المهني)
  • أما الاستعداد النفسي والجسدي الذي يوافق المهنة المراد اختيارها في إطار الانتقاء والتوجيه فتبقى من صلاحيات الديوان الوطني لطب العمل (O NA M E T)

هذا النظام في الانتقاء والتوجيه تم التخلي عنه فيما بعد ليحل محله الانتقاء المباشر الذي يعتمد على معاينة وتقييم المكتسبات المدرسية ، ومعدلات الاختبارات المدرسية. (المفتشية العامة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين ،ص3)

  • في سنة 1981 صدر قانون التمهين تحت رقم 81-07 بتاريخ 27 جوان 1981 وعليه عرف قطاع التكوين والتعليم المهنيين مستجدات كثيرة منها:
  • استحداث نمط تكوين جديد و هو نمط التكوين عن طريق التمهين .
  • استحداث مصلحة تقنية وبيداغوجية جديدة خاصة بالتمهين.
  • استحداث تسمية جديدة لمركز التكوين وهي (مركز التكوين المهني والتمهين)

وأما التوجيه فبقي مقتصرا على التكوين الحضوري فالمتمهنون لا يخضعون للانتقاء والتوجيه ويكتفون بالفحص الطبي الذي تقوم به مصالح طب العمل رغم أن قطاع التكوين المهني في هذا الوقت بدأ في توظيف العاملين النفسانيين التقنيين (المفتشية العامة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين ،ص3)

  • في سنة 1990 صدر المرسوم التنفيذي رقم 90 – 117 المؤرخ 21 أفريل 1990 المتضمن القانون الاساسي الخاص بموظفي قطاع التكوين المهني وفيه ظهر سلك التوجيه بتفصيل أكثر حيث حددت له ثلاث رتب وهي :
  • رتبة عامل نفساني تقني
  • مستشار التوجيه والتقييم المهني
  •         منسق في الإدماج المهني (المفتشية العامة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين ،ص4)
  • في سنة 2009 صدر المرسوم التنفيذي رقم 09-93 المؤرخ في 22 فيفري 2009 المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى الأسلاك الخاصة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين الذي أعاد تنظيم رتب سلك التوجيه مع إعادة تحديد المهام الخاصة بكل رتبة وقد تمثلت الرتب فيما يلي :
  • رتبة عامل نفساني تقني ( رتبة في طريق الزوال)
  • رتبة مستشار التوجيه والتقييم المهني (رتبة في طريق الزوال)
  • رتبة مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين
  • رتبة مستشار رئيسي في التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين  (الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،2009 ص 17)
  • 2.مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين:
  • قبل الخوض في  هذه النقطة بنوع من التفصيل وجب الإشارة إلى أن الممارسة الإرشادية يقوم بها أخصائيون كثر وفي مختلف القطاعات والمؤسسات ونجدهم بتسميات مختلفة فعموما نتكلم عن المرافق وعن المرشد وعن مستشار التوجيه وعن أخصائي التوجيه المهني وبنوع من الخصوصية نتكلم عن مستشار التوجيه المدرسي وعن مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين وهما رتبتين ينتميان إلى قطاعين يشكلان المنظومة التربوية في الجزائر مع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي فمستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين يمارس في قطاع التكوين والتعليم المهنيين ومستشار التوجيه المدرسي والمهني يمارس في قطاع التربية الوطنية وهما رتبتين يتشابهان كثيرا من حيث المهام الموكلة اليهما وعليه سنتكلم فيما يأتي عن المستشار بصفة عامة مع التركيز على مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين.


  • 1.2.تعريف المستشار:
  • Le petit larousse  :المستشار لغة هو الشخص الذي يعطي النصائح في مجالات معينة،ومستشار التوجيه هو شخص مكلف بالتوجيه المدرسي والمهني ،ينصخ التلاميذ باختيار صحيح لمتابعة دراسة ما أو مهنة ما (فنطازي ، 2010 ،ص 94( .
  • تعريف موريس أوكلان: " هو المسؤول الأول على تنفيذ برنامج التوجيه المدرسي والمهني، وهو مختص في التوجيه ويعتبر من أقدر الناس وأكفئهم على جمع كافة المعلومات حول الطالب المراد توجيهه باعتماد مبادئ علم النفس" ( لبوز ،2010، ص 257).
  • أما الرابطة الأمريكية للمرشدين فتعرف المرشد في المؤسسة التعليمية على انه المهني الذي يقع عليه عبئ مساعدة كل الطلبة ومقابلة احتياجات نموهم وما يصادفونه من مشاكل (فنطازي ’لوكيا 2010 ص 94(.
  • هو الشخص الذي يساعد الطلاب على اتخاذ قرارات واختيارات مدروسة عندما يخططون لمستقبلهم المهني أو يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي ،كما يساعدهم على معرفة قدراتهم واستعداداتهم وميولهم بشكل دقيق ليتمكنوا من اختيار المهنة التي تتناسب معهم " (عبد الله ،2010 ،ص 47).
  • مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين هو شخص مختص في علم النفس فرع علم النفس العيادي أو التوجيه المدرسي والمهني أو العمل أو ما يعادلها من شهادة يوظف أو يرقى على مستوى المؤسسات التكوينية وفق شروط يحددها القانون على أن يقوم بمجموعة من المهام مثل : تسجيل طالبي التكوين ، عملية التوجيه ، المتابعة النفسية والبيداغوجية ، التقييم ...الخ (الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،2009 ص 17،18).

3.  الممارسة الارشادية:

 التعريف الاصطلاحي للمفهوم:

- تعريف داود والكبيسي(1989):

" الممارسة الإرشادية مجموعة من الإجراءات التي تتضمن علاقات إنسانية سليمة بين المرشد والطالب، تهدف إلى مساعدة الطالب في تفهم ومواجهة المشكلات التي تواجهه بغية إرشاده إلى الطريق الأصوب لاتخاذ القرارات السليمة نحو المواقف والقضايا التي تواجهه من أجل تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي"  (فنطازي ولوكيا، 2010)

- تعريف الزعبي(1994):

" الممارسة الإرشادية هو علاقة دينامية مهنية واعية بين المرشد والمسترشد تهدف إلى الفرد المسترشد على أن يعرف نفسه ويفهم ذاته، وذلك من خلال نظرة كلية لجوانب شخصيته، ليتمكن من تحقيق أهدافه وتحقيق التوافق النفسي، مما يسهم في نموه الشخصي المهني والتربوي والاجتماعي بشكل فعال".  (فنطازي ولوكيا، 2010)

- تعريف الشناوي(1996):

" الممارسة الإرشادية عملية ذات طبع تعليمي تتم وجها لوجه بين مرشد مؤهل ومسترشد يبحث عن المساعدة ليحل مشكلاته ويتخذ قراراته، حيث يساعده المرشد باستخدام مهاراته والعلاقة الإرشادية على فهم ذاته وظروفه والوصول إلى أنسب القرارات في الحاضر والمستقبل" (فنطازي ولوكيا، 2010))

- تعريف رابطة علم لنفس الأمريكية (1981):

" الممارسة الإرشادية هي تلك الخدمات التي يقدمها أخصائيو علم النفس الإرشاد والذين يستخدمون مبادئ ومناهج وإجراءات لتيسير السلوك الفعال للإنسان على امتداد حياته كلها، بهدف مساعدة الأشخاص على اكتساب أو تغيير المهارات الشخصية والاجتماعية وتحسين التوافق لمطالب الحياة المتغيرة وتعزيز مهارات التعامل بنجاح مع البيئة".(فنطازي ولوكيا، 2010)

  4. مهام مستشار التوجيه المهني:

  من خلال قراءتنا للتعاريف الأربعة للممارسة الإرشادية نجد أن الرابطة الأمريكية أعطت لهذه العملية مفهوما واسعا ولم تحصره في مجرد مقابلة تتم بين شخصين مرشد ومسترشد بل هي مجموعة من الخدمات أي مجموعة من العمليات المتتابعة من أجل مساعدة شخص ما في تجاوز مشكلات معينة أو توجيه طاقاته وإمكانياته نحو تحقيق أهداف تخدمه وتخدم المجتمع وهو الأمر الذي يدفعنا إلى النظر في المهام التي يقوم بها مستشارو التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين لفائدة طالبي التكوين من قبل أن يلتحقوا بالتكوين المهني و إلى غاية تخرجهم و توجههم نحو عالم الشغل ، لكن وقبل أن نعرض مهام مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين الممارس في المؤسسات التكوينية سنعرض  مهام مستشار التوجيه المهني بصفة عامة ثم مهام مستشاري التوجيه المدرسي والمهني الممارسين على مستوى المؤسسات التربوية (الثانويات).

  • 1.4.مهام المستشار بصفة عامة:
  • إعداد جلسات توجيه مهني فردية وجماعية.
  • العمل على معرفة استعدادات وقدرات وميول ورغبات الطالب
  • يساعد الطلبة على تحديد تخصصاتهم الدراسـية، بمـا يتناسـب مـع ميـولهم  .
  • مساعدة الطالب على اتخاذ قراره المهني بنفسه في ضوء ما تـوفر لديـه مـن معلومات
  • تزويد الطالب بالمعلومات اللازمة عن المهن التي يتطلبها سوق العمل في ذلـك الوقت
  • تزويد طلاب مرحلة التعليم ما بعد الأساسي بمعلومات عن التخصصات المتوفرة في الجامعات ومجالات العمل في كل تخصص.
  • مساعدة الطلاب المقبلين على التخرج في تنمية مهاراتهم في كتابة السيرة الذاتية والاستعداد للمقابلة الوظيفية، وتنمية مهاراتهم في البحث عن عمل.
  • المشاركة والتعاون مع إدارة المدرسة واللجان في تقديم برامج التهيئة والتوعيـة بالنظام المدرسي للمعلمين والطلبة وأولياء أمـورهم.
  • ينظم المحاضرات والندوات واللقاءات التربوية، والزيارات الميدانيـة، ويقـدم المعلومات والإرشادات اللازمة للطلبة وأولياء أمورهم قبل الانتهاء من البرامج الدراسية لرفع مستوى الوعي المهني للطلبة، ومساعدتهم لاسـتكمال دراسـتهم العليا والالتحاق بسوق العمل.
  •  الإسهام العلمي في تطوير العملية التربوية وفي المناهج الدراسية (عبد الله ،2010، ص 41،42).  

هذا وقد حددتLa SCAGES  (10)نشاطات أساسية للتوجيه وهي(Peter plant , 2001, P5)

جدول رقم (01): يبين النشاطات الأساسية للتوجيه

  • الإعلام
  • Informer
  • الاستشارة
  • Conseiller
  • التقييم
  • Evaluer
  • التعليم
  • Enseigner
  • التسهيل
  • Faciliter
  • التقديم / التمثيل
  • Représenter
  • خلق شبكات
  • Créer des réseaux
  • تجديد وإعادة تقديم المعلومة
  • Faire remonter l’information
  • التسيير
  • Gerer
  • الإبداع / التغيير النظامي
  • Innovation/Changement Systemique
  • 2.4.مهام مستشار التوجيه المدرسي و المهني الممارس في الثانويات : 
  • التوجيه المدرسي والمهني ونشاطاتهم في المؤسسات التعليمية .
  •  القيام بالإرشاد النفسي والتربوي قصد مساعدة التلاميذ على التكيف مع النشاط التربوي .
  • إجراء الفحوص النفسية الضرورية قصد التكفل بالتلاميذ الذي يعانون من مشاكل خاصة
  • المساهمة في عملية استكشاف التلاميذ المتخلفين مدرسيا والمشاركة في تنظيم التعليم.
  • أما في مجال الإعلام فتمثل نشاطاته فيما يأتي:
  •  ضمان سيولة الإعلام وتنمية الاتصال داخل مؤسسات التعليم المهنية واقامة مناوبة بغرض استقبال التلاميذ والأولياء والأساتذة.
  • تنشيط حملات إعلامية حول الدراسة والحرف والمنافذ المهنية المتوفرة في عالم الشغل
  • تنشيط مكتب الإعلام والتوثيق في المؤسسات التعليمية بالاستعانة بالأساتذة ·ومساعدي التربية وتزويده بالوثائق قصد توفير الإعلام الكافي للتلاميذ.
  • لمستشار التوجيه دور قيادي في تنظيم خدمات التوجيه المدرسي و المهني وادارتها بصورة فعالة من خلال معرفته المتخصصة وتجربته الواسعة" .وعليه أن يجعل من برنامج التوجيه مع
    الاستعانة بالآخرين جزءا متكامل من العملية التربوية في المؤسسة التكوينية، وعليه تقديم العون
    والمساعدة والنصح والإرشاد للآخرين العاملين معه، فهو يساعد رجال الإدارة والمعلمين والآباء
    على تفهم حاجات التلاميذ. فضال عن ذلك يقوم مستشار التوجيه المدرسي والمهني بالدراسات
    والاستقصاءات في مؤسسات التكوين وفي عالم الشغل ( القرار رقم 91-827 المؤرخ في 13 نوفمبر 1991 - المنشور رقم 344 المؤرخ في 03 أفريل 2011 )
  • 4.مهام مستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين : 
  • تنشيط و تخطيط أنشطة المؤسسة في مجال الإعلام والتوجيه المهنيين
  •  تنظيم اختبارات نفسية وتقنية للمترشحين قصد توجيههم إلى التكوين الذي يطابق قدراتهم الذهنية والجسمية
  • مساعدة المتربصين والتلاميذ والمتمهنين أثناء تكوينهم بالتنسيق مع الأستاذ المكلف بالتكوين في جميع أنماط التكوين واقتراح اعادة التوجيه إذا اقتضى الأمر ذلك استنادا الى تقويم دائم لكفاءتهم
  • المشاركة في التحقيقات والدراسات وسبر الآراء في إطار تطابق التكوين مع التشغيل
  • مرافقة المتربصين والتلاميذ والمتمهنين خلال طور التكوين
  •  تنشيط و تخطيط الأنشطة المتعلقة بتوجيه المترشحين للتكوين
  • ضمان متابعة المتربصين والتمهينين والتلاميذ الذين يعانون من صعوبات من الناحية النفسية والبيداغوجية قصد تمكينهم من مواصلة تكوينهم
  • مرافقة المتربصين والتلاميذ والمتمهنين خلال تكوينهم وتحضيرهم للإدماج المهني فيما بعد التكوين قصد البحث الفعلي عن منصب شغل أو إنشاء مؤسسة خاصة (المرسوم التنفيذي رقم 09-93 الؤرخ في 22 فيفري 2009)

وفيما يلي سنعرض  المهام الأساسية لمستشار التوجيه والتقييم والإدماج المهنيين وهي: الإعلام، التوجيه، التقويم ،وأخيرا المتابعة النفسية والبيداغوجية  .

  • الإعــــــــــــــــــــــلام:
  • الإعلام هو كافة أوجه النشاطات الاتصالية التي تستهدف إبلاغ الجمهور بكافة الحقائق
    والأخبار والمعلومات عن القضايا والموضوعات والمشكلات ومجريات الأمور، مما يؤدي إلى
    خلق أكبر درجة من الوعي والمعرفة والإدراك والإحاطة الشاملة لدى فئات المتلقين للمادة
  • الإعلامية
  • "أما الإعلام المدرسي و المهني: فيتعلق بكل المعلومات الخاصة بالواقع التربوي والمدرسي
    والمهني وهو يهدف إلى تنظيم وتفعيل المسار الدراسي للتلميذ بتحقيق الموافقة بين طموحاته
    ونتائجه المدرسية وتكوينه في مجالي البحث الفردي والجماعي . وهو ما يوفر إجابات عن
    التساؤلات التالية:
  • ما هي المؤسسة التكوينية وقواعد سيرها ؟ ·
  • من هم الأشخاص الذين يعملون فيها ؟
  • ما هو دور كل منهم ؟
  • لماذا نذهب إلى التكوين المهني ؟·
  • ما هي مدة الدراسة؟
  • ما هي إجراءات الانتقال من مستوى إلى آخر؟·
  • من يقرر هذه الإجراءات ؟·
  • كيف يمكن تحقيق النجاح ؟·
  • الدراسات والاستقصاءات في إطار تقويم مردود المنظومة التكوينية وتحسينه.
  • ويقوم بالدراسات والتحقيقات التي تكتسي أهمية في مجال البحث البيداغوجي
  • - بماذا تختتم الدراسة ؟·
  • - ما الذي يمكن فعله بعد الدراسة ؟·
  • - ما هي المهن أو الحرف التي يمكن الالتحاق بها ؟·
  • - كيف يتم الاختيار ؟·
  • - كيف يتم التوجيه ؟.

ينبغي على المستشار أن يبلغ المعلومات التي في حوزته إلى المتعاملين التربويين ليتمكن من
نسج شبكة للاتصال يمكن للتلميذ أن يلجأ إليها في كل وقت وظرف. وتقوم عملية التوجيه على
الإعلام بشكل أساسي، ويسعى مستشار التوجيه من خلال نشاطه الإعلامي إلى مساعدة التلميذ
على بلورة مشروعه المهني و المستشار بحكم وظيفته يعد مصدرا هاما لإعلام في المؤسسة
التربوية او المهنية، وهمزة وصل بين المؤسسة من جهة والأسرة والتلميذ من جهة أخرى ..
"ويهدف النشاط الإعلامي إلى تمكين التلميذ من إعطاء معنى لدراسته وا قامة علاقة بين
التدريبات الدراسية والاندماج الاجتماعي المهني في المستقبل ، كما يهدف إلى اكتساب السلوكات
والمهارات التي تسمح له بالتكفل بنفسه فيما يخص توجيهه المهني واختياره .
يقدم مستشار التوجيه الإعلام إلى المتعاملين التربويين، ويوجه هذا الإعلام للتلاميذ وللأولياء
بالدرجة الثانية، ويليهم بقية المتعاملين.

- وسائل الإعلام داخل التكوين المهني : يستعمل مستشار التوجيه مجموعة من السندات
الإعلامية التي قد يشارك في إنجازها أو قد يكون هو أنجزها .تتضمن هذه الوسائل معلومات
تعرف بمختلف الجذوع المشتركة والشعب وموادها الأساسية ومعاملاتها وامتداداتها الجامعية
والمهنية، متى وكيف يتم تقديم الطعون، تتضمن أيضا كيفية المراجعة المنهجية(. لا سيما لتلاميذ
الأقسام النهائية)،...إلخ .ومن أمثلة هذه السندات الإعلامية المناشير الوزارية، الملصقات، الكتيبات، المطويات و الدلائل ·.وتعتبر هذه السندات الإعلامية وسائل إيضاح يستعملها المستشار أثناء تقديمه للحصص الإعلامية كما أنه يوظفها في مكتبه على شكل معلقات وملصقات، كما يمكن أن يشكل بهذه السندات خلية الإعلام والتوثيق، حيث قد تشكل هذه الأخيرة ركن في مكتب المستشار، أو يخصص لها مكتب خاص بها إن أمكنه ذلك.وتختص هذه الخلية بجمع كل السندات الإعلامية التي تساعد التلميذ وحتى بقية المتعاملين المهنيين على الاطلاع وفهم كل ما يستجد على الساحة التربوية من إجراءات وتوجيهات ويصبو مستشار التوجيه المدرسي والمهني من تأسيس خلية الإعلام والتوثيق إلى أكثر من مطالعة التلميذ لهذه الوثائق بل السماح له بتوسيع مجال ثقافته ورصيده اللغوي، وكذلك الاطلاع على الوثائق المنجزة حول المنافذ الدراسية والمهنية التي تناسب الميول و المستوى الدراسي للتلميذ .فيما يخص بقية المتعاملين المساعدين فإن مستشار التوجيه يقدم لهم كل المعلومات المتعلقة بالتلاميذ من خلال احتكاكه بهم ومن خلال حوصلة متابعة نتائجهم المدرسية الحالية والقبلية وذلك في الاجتماعات التي يعقدها معهم، كاجتماعه مع مدير المؤسسة التكوينية ومع الأساتذة أثناء مجالس الأقسام، ومع الفريق الإداري أثناء مجالس التنسيق الإداري ومع الأولياء أثناء إعلام الأولياء الجماعي أو الفردي:

  • التوجيــــــــــــه:  

         التوجيه هو الإجراء الذي يسمح للتلميذ بعبور المراحل التي يتكون منها النسق المهني، فهو يتبعه في مشواره المهني .وفي كل مرة تحضر أمامه مجموعة من الاختيارات وعليه أن يتوجه .والاختيار المدرسي يتبعه اختيار مهني، "فكثيرا ما يختار الفرد مهنته بناء على معطيات غير صحيحة أو على طموحات مزيفة وهنا يبرز دور مستشار التوجيه وماله من أهمية في توضيح كل ما من شأنه أن يساعد التلميذ على فهم نفسه أولا وتفهم المحيط والمهني ثانيا .فتلميذ مرحلة التعليم الثانوي يواجه تغيرات جسمية وعقلية واجتماعية أكثر وضوحا من المراحل السابقة، ومن جهة أخرى فإن مرحلة الثانوية تعد

مرحلة تقرير المصير بالنسبة للتلميذ من حيث التصميم والتخطيط لمواصلة دراسته العليا أوترك المدرسة ليمارس عملا ما تعد عملية التوجيه المهني من أهم العمليات داخل المؤسسة وجوهر برنامج التوجيه المهني حيث يقضي مستشار التوجيه معظم وقته داخل المؤسسة في عملية التوجيه المهني سواء كانت فردية أو جماعية . ويهدف مستشار التوجيه المهني من خلال التوجيه إلى مساعدة التلميذ على تحقيق التوافق بين قدراته الدراسية وميولاته ورغباته من جهة، وبين تكوينه الدراسي والتخصصات المهنية م ن جهة أخرى

  • التقويم:

يحتل التقويم في المؤسسة جانبا مهما من العملية التكوينية ويشكل عنصرا أساسيا من عناصر المنهج المهني، حيث يسعى إلى معرفة مدى نمو شخصية المتعلم من جميع نواحيها العقلية والعاطفية والنفسية والسلوكية وغيرها .أما " ماك دوالد " فيفكر في أن التقويم يقوم بمهمة تزويد الإعلام للمتعاملين داخل المؤسسة التربوية ، هذا الإعلام متعلق أيضا بمحتويات ووسائل الفعل التربوي ، ويعد التقويم من أهم المحاور الكبرى التي يجب أن ترتكز عليها المهام التي يقوم بها مستشار التوجيه المدرسي والمهني بالمؤسسات التعليمية التكوينية يهدف مستشار التوجيه المدرسي والمهني من عملية التقويم إلى مساعدة الطالب على اختيار نوع الدراسة التي تلاءم قدراته واستعداداته وميوله، كما يساهم في حل مشكلات الطالب التربوية مثل الاهتمام بالطلبة المتفوقين وإتاحة الفرصة أمامهم للابتكار والإبداع وتحقيق نمو متكامل وكذلك فهو يهتم بالطلبة المقصرين دراسيا فيحاول أن يبصر الأستاذ بأسباب قصورهم وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم التربوية، والعمل على رفع تحصيلهم الدراسي والمهني بما يحقق توافقهم التربوي ، وبالتالي تحقيق توافقهم المهني ، حيث يشير هذا الأخير إلى التواؤم بين الفرد ومهنته من خلال شكل من أشكال التناسق المتبادل الذي يؤدي إلى تحقيق أفضل عائد وظيفي سواء للمهنة أو الفرد ويهدف مستشار التوجيه المدرسي والمهني من وراء عملية التقويم إلى جملة من الأهداف يمكن حصرها فيما يلي:
-1الاهتمام بالتلميذ أو شعاره بأن هناك من يهتم به ولا يبخل عليه بنصائحه وإرشاداته
-2التقليل من الرسوب المدرسي أو المهني والتسرب وذلك عن طريق المتابعة.
-3تشخيص النتائج الدراسية للتلاميذ حيث يلعب الأستاذ دورا هاما في إدلاله على التلاميذ
المقصرين دراسيا، وقد يرجع التقصير أو عدم التوافق الدراسي إلى عدم الرغبة في المادة نفسها أو عدم

التفاهم مع أستاذ ما، أو قد يعود إلى تأخر المستوى الفكري للتلاميذ
-4يلجأ مستشار التوجيه إلى التعاون مع مجموعة من الأساتذة ومستشار التربية من أجل إعداد قائمة بأسماء هذه الطبقة من التلاميذ ليستفيدوا من دروس الدعم أو حصص الاستدراك، وهذا لمحاولة استدراك النقص وتحسين مستواهم الدراسي.

-5التعرف على التلاميذ الذين لديهم حاجات خاصة غير مشبعة والتي قد تسبب لهم مشكلات نفسية وذلك ليساعدهم على إشباعها وتجنب المشكلات التي قد تحدث عنها

  • المتابعة النفسية والبيداغوجية: 

يهدف مستشار التوجيه إلى إزاحة جميع العوائق والصعوبات التي يمكن أن تعترض التلميذ في مشواره الدراسي وتسبب له سوء التوافق المدرسي. لذلك هو يحاول التقرب من التلميذ لحل مشكلاته النفسية والاجتماعية ويحدث هذا عن طريق المقابلات المتكررة حيث أن أسلوب التوجيه المتمركز أو المقابلة تسمح للتلميذ من تحقيق الأهداف التي يساعده المستشار في تسطيرها

  • 5.الكفايات الاساسية التي يجب أن تتوفر في مستشار التوجيه المهني: 
  • لقد حددت الرابطة الوطنية الأمريكية للتوجيه المهني عام 1989 ست مجالات من الكفايات الأساسية التي يجب أن تتوفر في الموجه المهني وهي:
  • مجال الإرشاد العام : ويتضمن هذا المجال القدرة على استخدام الأساليب الإرشادية بفعالية لمساعدة الأفراد في الاختيار المهني وبناء علاقات مهنية مع المسترشدين.
  • مجال المعلومات :ويتطلب من الموجه المهني أن تكون لديه معلومات شاملة في مجال التعليم ، وسوق العمل ، وأن تكون لديه مفاهيم أساسية مرتبطة بالتوجيه المهني  وبنظريات التوجيه المهني وبنظريات اتخاذ القرار.
  • التقييم الفردي والجماعي: ويتطلب ذلك معرفة بأساليب القياس مثل قياس الاستعداد و التحصيل الدراسي والقدرة على استخدام اساليب تقييم الأداء ،والقدرة على تفسير البيانات .
  • الإدارة : ويتطلب معرفة بإدارة البرامج وأساليب تقييم الحاجات مع الإلمام بمفاهيم إدارية لديه تمكنه من قيادة برامج التوجيه المهني .
  • التنفيذ: ويتضمن ذلك وجود المعرفة المتعلقة بتطبيق برنامج التوجيه المهني ، والقدرة على تنفيذ برامج النمو المهني الفردية والجماعية.
  • الاستشارة: وتتضمن معرفة باستراتيجيات الاستشارة ،الإمر الذي يجعله قادرا على تقديم استشارات مهنية فعالة (عبد الله 2010 ص38).

كما يمكن إضافة بعض الكفايات الضرورية العامة في عملية التوجيه المهني وهي :

تقبل المسترشد والثقة فيه – الانفتاح على العالم وسعة الأفق والاطلاع – الأصالة – الالتزام المهني – القدرة على تحديد مشكلات المسترشد – الاستعداد المهني (عبد الله 2010، ص38- 39).

إن أبرز المعوقات التي تواجه التوجيه المهني هي:

  • ضعف التخطيط والنقص في الدعم الاداري لعمليات التوجيه
  • عدم مسايرة المناهج لمتطلبات التغيير وعدم توفر الكوادر المؤهلة للتوجيه المهني
  • النقص في برامج التدريب للعاملين في التوجيه
  • ضعف القاعدة النظرية للتوجيه المهني ، والتباين في برامجه وأهدافه لدى القائمين عليه .
  • النقص الملحوظ في ادوات القياس اللازمة للاختبارات المهنية.
  • عدم وجود برامج لإعداد العاملين في التوجيه سواء اكان في اثناء الخدمة أو قبلها .
  • تدني اقتناع الطلبة بفعالياته بسبب ضعف الاداء وانعدام التعاون بين المدرسة والمؤسسات ذات الصلة  وعدم تبني الدولة و الإعلام هذا الموضـــــوع لترسيخ مفاهيمه و تدعيم فعالياته.
  • أما (الفلاسفة’ 2003) فيرى أن من بين معوقات التوجيه المهني ما يلي:

1. الضغوط والاتجاهات السلبية السائدة في المجتمع. والتي تعطل، أو تعيق أي نشاط مستقل في مجال التكوين المهني.

2 عدم الفهم الواضـــح لطبيعة التوجيه المهني لدى الكثير من المختصين ,و ذوي العلاقة بالتوجيه المهني.

3 قلة النماذج في الاختيار المهني، التي يمكن أن تساهم في مساعدة الأفراد فــــي اختياراتهم المهنية.

4 نقص المعلومات اللازمة بشأن، قدرات، و استعدادات الأفراد، و المعلومات المهنية المطلوبة، و حاجة سوق العمل  (عبد الله، 2010، ص28).

قائمة المصادر والمراجع:

الأطروحات والرسائل:

هاجر بنت محمد عبد االله الشيدية : الصعوبات التي تواجه أخصائيي التوجيه المهني في مدارس ما بعد التعليم الأساسي بسلطنة عمان من وجهة نظرهم ،جامعة مؤتة 2010.

الوثائق والمناشير الرسمية:

وزارة التكوين والتعليم المهنيين ،المفتشية العامة ، تنشيط وتنسيق مكتب الإستقبال والإعلام والتوجيه

مرسوم تنفيذي رقم 12-108 مؤرخ في 05 مارس 2012 ، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ، العدد 15 ، 2012

مرسوم نتفيذي رقم 09-93 المؤرخ في 22 فيفري  2009 الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ، العدد 13 ، 2009

القانون رقم 08-07 المؤرخ في 23 فيفري 2008 الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد 11 ،2008.


الدراسات:

      فنطازي كريمة / لوكيا الهاشمي : معوقات العملية الإرشادية وآثارها النفسية على القانمين بها ،مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية ، العدد 3 ، 2010

  • مراجع أجنبية:
  • Peter Plant . L’Orientation Professionnelle et la Qualité. Université Danoise de l’education . 2001.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة